الغربة\ الغربة أوجاع \الغربة اختيار شخصي أم قسري

الغربة

1- مقدمة:

الغربة هي البعد عن الوطن،وغالبا تشير إلى المشاعر السلبية المرافقة للانقطاع عن الأهل والأجواء المعتادة.

ويغترب الإنسان غالبا من أجل الدراسة أو كسب العيش،أو ربح مادي أفضل ويطمح إلى الوصول إلى مستوى معيشي أحسن على حساب تغربه عن أهله،أو يغترب بشكل قسري في حالات الحروب وانعدام الإستقرار الأمني.

وتكون الغربة قسرية إجبارية،كأهل فلسطين مثلا،اللاجئين منهم والنازحين.ويسمى الإجبار على الغربة قسرا تهجير.

2- الغربة أوجاع:

الغربة فاجعة يدركها المغترب على مراحل،ولا يكتمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التابوت على أسئلته التي بقيت مفتوحة طول مدة غربته،فهي مبنى آيل للسقوط،أسقفه قديمة،ولايدري متى سينهار على رأسه.

هناك ثلاثة أشياء تغير نظرت الإنسان للحياة،فقدان عزيز،و المرض،والغربة.

فالإقصاء عن الأهل والوطن هو إحساس مهما وصف لا يوصف،ومهما قيل فيها من كلام لن ينتهي.

الاحساس بالغربة إحساس دائم لكن يزداد في الوقوع في المطبات أو الأفراح والأعياد،فعندما تجد نفسك محتفلا بمناسبة لوحدك بعيدا عن اهلك تتغير الفرحة نكبة،حتى يتمنى المغترب زوال الأعياد.

لكن المؤسف للمغترب أنه يعيش حياته كلها غريبا في مهجره

وعند عودته لبلده يعامل معاملة الغريب،ليصطدم بقساوة الثقافة الانسانية "الحيوانية"،شدني منظر لحيوان فالتلفاز وكأنه يجسد حالة المغترب،شرد عن القطيع فتعرض لأخطار كادت تؤدي بحياته ولما عاد للقطيع لم يتقبله ونفروه،هذه حالة المغترب يعيش حياته 

وعند عودته لبلده يعامل معاملة الغريب كذلك.

3-الغربة اختيار شخصي أم قسري:

بات الاغتراب للشباب هاجسا كبيرا بحثا عن حياة امنة لايجدها في وطنه،ولم تعد الوسيلة لتحقيق هدفه هي المعضلة بل الغاية هي الأساس.

والأسئلة التي تدور في أذهان البعض حول أين يذهب ؟وماذا يفعل؟لم تعد تجد مساحة للتفكير،ولا تبعثر أوراق أحد أو تقف عائقا يحول دون تحقيق الرغبة.وأصبح الكثير يفكر في الاغتراب حتى قبل أن يكمل مسيرته الدراسية،لأنه في بلده هناك الاف من الخريجين دون عمل.

وقد باتت الغربة للاسف في بلدان شيئا ضروريا وقسريا نتيجة الحروب وقسوة الضروف،ذلك ما نراه في بقاع مختلفة في العالم،تهجير وهجرة وهرب من الوطن سواء لاسباب سياسية أو دينية أو حروب.

4-خاتمة:

الغربة ظاهرة تاريخية يمكن أن نحددها في نوعين:الأولى مؤقتة والأخرى دائمة،وتبقى تجربة صعبة في كلتا الحالتين،لما لها من صعوبات تفرضها على المغترب.

لكن كذلك تترك إيجابيات فيه،فيمكن أن توسع تقافته وقدرته على التواصل مع مختلف الأفكار والعقول التي يصادفها،وتعلم لغات جديدة تساعده على توسيع قدرته في التواصل البناء،وكذلك تمنحه فرصة مناسبة للعيش بنمط مختلف لما كان يعيشه في بلده والتعرف على عادات وتقاليد مختلفة،و تمكنه من تحسين مستواه المادي.